Share |

أغنيتي، من قلبي سلاما لكردستان ...آناهيتا حمو. باريس

فيروز

 

ما أجملها صدق أداها، أنسجامها مع اللحن العذب ،الكلمة ومع ذاتها، نبرتها,صوتها وقصائد شّعرية غنائية تحاكي كهوف النفس البشرية. تماما تهتف بذكريات طفولة، سيناريو أدب إنساني بحس نبوغ ، ولعل أنبله تم  تدوينه بصدق وبمصداقية واقع يجسد بريشة عمالقة الأدب الروسي الأصدق في العالم كونه يجسدالواقع وصور، مشاهد حياتية.

بحكمة وصدقه  الكاتب دوستويفسكي حينما قال:"لا تكبر، إنه فخ".

الزمن الجميل  هو الحب، الهدف الأسمى في الحياة، وشدو الطيور والبلابل سحر الشرق بعذوبة إنسان بين كلمات أغانيها:"قالوا لي البلابل صبحية على كل الأبواب يتلاقى بأصحاب، تعى يا حبيبي مع طير الغياب، نقعد على هال الباب غريبة وغريبة....القمر بيضوي على الناس والناس بيتقاتلوا على مزارع.........انت وأنا يا حبيبي بيكفينا ضوء القمر "

ذلك الزمن الجميل ،تلك المرأة التي تسكب من روحها جمالا تهدي أفق الروح، تغني تبدع بكل جوارحها كي يشدو معها كل عصافير الدارمع الصباحات الصيفية الجميلة،  المنعشة، مع زهر الرمان،ليستيقظ الأطفال لينشدون مع شادي، تلك الفنانة والتى بذكر إسمها تشعل شموع الأمسيات على شواطيء بر الأمان السكينة مع أمواج بحرية عذبة صيفية وحنينا دائما إلى ذلك الصوت الحنون مع زقزقة عصافير حديقتي تردد سيمفونية كل صباح : " جايبلي سلام

 عصفور الجنايين، جايبلي سلام من عند الحناين من عند الحبايب "

وكي لا تطفيء قناديلها مدن الحب والحياة "بيروت"قامشلو " "وهولير "،

لفيروز' لبيروت من قلبي سلام من كردستان ندعوا سيدة الصباحات إلى الغناء في كردستان.

لبيروت من قلبي قيثارتي سلاما لبيروت كي تستيقظ الذاكرة والروح الكردية وذكريات  للكرد بنكهة أم الإبداع ،حب وعشق لمدينة بيروت كان زمنا جميلا وأنا متجهة صوب المكتبة الوطنية الفرنسية، فرانسوا ميتيران في باريس.

 لحضور اللإحتفاء باللغة الفرنسية وأسمع مقاطع صوتها مع أمواج لحن عذب من مقاطع كردية "صيف، صيف على جبهة حبيبي، روح يا صيف، ضيعتنا قريبة ""

هكذا ألحان عذبة جمعتنا معامع لمة قهوةالصباح، وكلمات تجعل الذاكرة والروح تغني لروح بساطة كلمة "الضيعة "بكل أطيافها ونهره الصغير وتلاله وطبيعته "نحنا والقمر جيران، بيته خلف تلالنا، ياه سهرنا سوى بليل الهوى .عارف مواعيدنا...ساكن بقرميدنا.."

كلمات العزف والموسيقا تعود بذاكرتنا وبنا إلى روح البراءة ،النقاء، الطفولة لقصيدة الشاعر: جاك بريفير حيث نعود لمقاعد الدراسة بتلك العفوية تعود ريشة الكتابة إلى عصفور، والمعقد يتحول إلى شجرة، ويعود كل شيء إلى طبيعته في قصيدة العصفور والطفل.

ومن هذا القبيل،تود عبر أغانيها ترسل رسالة سلام، فرح، محبة وكل ما يبني روح الإنسان، ان تبقى بروح طفلة لا تكبر مع طاءرتها الورقية وينساها الزمان على سطح الجيران "وينساني الزمان على سطح الجيران، لو فينا نهرب ونطير مع هل الورق الطاير، تنكبر بعد بكير شو صاير، شو صاير، يا زهر الرمان  ميل بهل البستان كانت حديقة  أغاني سيدة الصباحات لنبض الروح، الحب وذاكرة مساء له رونقه عطر السنين ونبات الميرمية، لكلمات  العزف والموسيقا والغناء لسيدة الشرق والغرب، ومع إقبال الصباح وإدباره وسحره حياكة ونسج كل ما هو سلس يلج القلوب الجميلة النيرة دونما استئذان.

 نبرتها المغمورة بعزة النفس الإنساني،الإباء وتعاقب الفصول نستقبل الوقت بل كل صباح ومساء أغانيها الصباحية وكذلك المسائية، كلماتها تنسكب مع قهوة سحر مساء باريسي ونبرتها يا لعذوبة صيف مساء أزرق ليلي نجومها تتلألأ دوما كان لا بد من تجليات مساء وأغنياتها تسحر الشرق والغرب مساء باريسي بامتياز تصدح بالموسيقا الفرنسية والعالمية وما حيلتي غير الكتابة، سحر الإبداع والموسيقا وكردستان ما أجملها للتو مشاركة وفد في الأولمبياد وأنا أسمع للتو إبداع أغاني مصرية.

تدعوني لمأدبة عشق اللحن العذب يا إلهي باكرا اسمعها مذ كنا طلبة وما زالت فيروز وقهوة الصباح كان لابد من كتابتها سيرة السيدة فيروز العطرة بأريج الياسمين مع أسرة الرحابنة، أغانيها الوثيرة، الغنية بروح الخلود.

بعد صدى عرفانه وحديثه عن الآلة الكردية "الطنبور "والإعتراف الجميل الذي يفتخر به من نجل السيدة فيروز عميدة الأغنية الصباحيةبامتياز من أمام شاشة العرض للألعاب الأولمبية لمركز ومكتبة بومبيدو في باريس وتفصلنا أيام من الدورة الأولمبية، وللابداع سحره في باريس، أمام شاشة العرض، كنت أسمعها بشغف ومحباتي لصوتها صباحا ويسمعها كذلك الكرد ما زالوا يشربون القهوة بنكهة أغانيها الصباحية، بعددهم الجم المشرذم في العالم مع قهوة الصباح.

ولعلي في قرارة نفسي مرارا كنت أعاتبها وتأخرت في الملامة والكتابة وعاتبتها لماذا لم تغني لهولير، سيميل، وكل شجون كردستان، مدينة هولير؟مدننا الجميلة، حلبجة الشهيدة؟

هكذا أسئلة راودتني منذ زمن، كل من يعتير نفسه كبيرا وعملاقا في الإبداع وهو الحاضر لآلامهم وآمالهم الكرد ولا يتعاطف مع القضية حتما سيصغر  !لابد أن تكون من عمالقة الفن فيروز.

وما زال شادي يلعب على التل، وما زال كريستوف الفنان الفرنسي يبكي حبيبته آلين على الشاطيء الرملي، ويبكي ويصرخ:"متى تعودين "بعد أن رسم صورة لوجها الجميل، وأتت عاصفة ليختفي كل شيء بعد هطول المطر كما ضاع شادي "« حبيتك بالصيف، حبيتك بالشتاء، نطرتك بالصيف، نطرتك ومن هنا نستطيع القول بأن أغانيها تحاكي النفس الإنسانية، يؤيد التربويين للنفس البشرية  ونؤيد مبرمجي النفس والتنمية البشرية والأعصاب و علماء النفس التربويين "باللعب يكبر الطفل ولا ينفصل كبير السن عن  طفولته كبرنا وسافرنا مع ركاب تنورية "هدير الوصتة يامعلم" ، وما زلنا أطفالا بروحنا التي ما برحت ولم تغادر قصور بنيناها من رمل ناعم وبعدها انمحت بعد هطول المطر على هذا الشاطيء الرملي،كما اختفت رسوماتنا بين قواقع صدف الصيف بعد كل هطول، وما زلنا نرسم ابتساماتنا وجوهنا لتهب لنا الذاكرة الجميلة على الرمال الناعمة.

قوتا وزادا لشتاءنا روحا دافئة تزيدنا حيوية وطاقة. غير آبهيين بالعواصف، لتتعاقب الفصول ماأجملها، خبرات تجارب حياتية، دروس وحكمة وعبرلنمضي حياتنا.

« خلف الصيف، وخلف الشتي " ما أجملها عزف تراتيل الحب والذاكرة وكأنها تغني بصوت أوبرالي ويصمت الإيقاع فجأة وتصمت كل آلات العزف لنمضي حياتنا.

وهكذا هي الفصول ، لكل فصل لحن حكاية، حلوة ومرة تغزل سيرة أدب ولعل أنبله كتب بتفاصيلها كتاب روسيين ، وما زالت صدى صوت صاحب المعطف في شوارع سان بطرسبورغ الروسية تهاجم  كل من له معطف يحميه من ثلوج روسيا.

 لنعود مجددا للأدب الروسي لرواية" المعطف "المغطى بروح وثلوج الواقع، "كلنا خرجنا من معطف غوغول" تلك اللؤلؤتين، بالأمس ، عبارتيين أتت على لسان الكاتب الروسي تورغييف. عن رواية "المعطف" وفصل الشتاء.